شاهيناز فواز
ها قد أتى شهرُ ديسمبر المرتقبُ .حاملاً معه ذلك الكمَ الهائلَ من البرودةِ. برودةِ طقسٍ، وبرودةِ قلبٍ يرتجفُ احتضاراً..فتحَ نافذةَ حجرتهِ التي تُطلُ على جدارٍ يحولُ دونَ الرؤيةِ بينه وبين الأجواءِ المحيطةِ، متمتما ًبملامحٍ يملؤها الحزنُ والشرودُ.\"كم أخبرتني برغبتها في إزالة ذلك الجدار ودائما أجيبُ:\" ليس لي أنا رغبةً في ذلك \"
التقط تذكرة السفر وقد ارتسمت على وجهه ملامح الأسى والضيق وكأنه يود الإلقاء بها من النافذة، لم يكن يعلم أن رغبته في السفر سوف تسفر عن تبلد مشاعر زوجته وثورة عارمة ستوقظ بداخلها جميع المشاكل التي تجاهلتها ولم يسع أي منهما للبحث عن إيجاد حل لها .
لم يسع لإرضائها؛ لأنها لم تظهر له اعتراضها على تصرفاته المسيئة لها ..
\"ماذا كانت تنتظر؟\"
سؤال تردد بداخله أيقظ في قلبه الشك والحيرة خاصة.. عندما سألته الزواج بأخرى في حالة عدم استجابته لطلبها الانفصال، فلم يعد بقلبها أية مشاعر تجاهه .. قد توقف القلب عن النبض..صار باردا كفصول الشتاء لا تؤثر فيه أي مؤثرات ..
أمهلته لفترة يفكر فيها جيدا، وكان شهر ديسمبر هو الميعاد المحدد لاتخاذ القرار وميعاد السفر، غمغم بداخله
\" ديسمبر تُرى هل ستكون نهايتي مع نهاية هذا العام ؟!!!\"
ألقى بالتذكرة على المنضدة، وضع سجادة الصلاة في اتجاه القبلة مستعيذا بالله، قام بالاستغفار عدة مرات حتى يفرج الله كربه وييسر له الأمر .
فكرة واحدة هي التي احتوت عقله حينها وسيطرت عليه .. رغبة شديدة في إزالة الجدار.