بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبـــعد
سندكر في هدا الموضوع بعض طرائف التابعي الجليل الاعمش رحمه الله
كان التابعي الجليل سليمان بن مهران الأسدي الملقب بالأعمش، لطيف الخلق مزّاحاً، على جلالة قدره في العلم والعبادة، وله نوادر، منها:
وكان التابعي إبراهيم بن يزيد النخعي، المتوفى سنة 96 عن 50 عاماً، يقود الأعمش، وهو أعور، فيصيح بهما الصبيان: عينٌ بين اثنين، فكان النخعي إذا انتهى إلى مجامعهم خلى عنه، فقال له الأعمش: ما عليك؟ يأثمون ونؤجر! فقال النخعي: وما عليك أن يَسْلَموا ونَسْلم.
خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر، فمر بمسجد بني أسد وقد أقام المؤذن الصلاة، فدخل يصلي، فافتتح الإمام الركعة الأولى بالبقرة ثم في الركعة الثانية آل عمران، فلما انصرف قال له الأعمش: يا هذا، أما تتقي الله؟ لا تُطِلْ صلاتك، أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أمَّ الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة. فقال الإمام قال الله عز وجل: وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين. فقال الأعمش: أنا رسول الخاشعين إليك أنهم لا يَحتاجون إلى هذا منك، وبأنك ثقيل.
كانت امرأة الأعمش من أجمل نساء الكوفة، فجرى بينهما كلامٌ فنشزت عليه، وكان يأتيه رجل يقال له: أبو البلاد فصيح يتكلم بالعربية يطلب منه الحديث، فقال له: يا أبا البلاد: إن امرأتي قد نشزت علي وغمتني، فادخل عليها وأخبرها بمكاني من الناس وموضعي عندهم، فدخل عليها فقال: إن الله قد أحسن قِسمَك، هذا شيخنا وسيدنا، وعنه نأخذ ديننا وحلالنا وحرامنا، لا يغرك عموشة عينيه ولا خموشة ساقيه، فغضب الأعمش عليه وقال: أعمى الله قلبك، قد أخبرتها بعيوبي كلها، اخرج من بيتي، فأخرجه.
خرج الأعمش يوماً إلى أصحابه وهو يضحك، فقالوا له: ما ذاك يا أبا محمد؟ قال: طلبت بنتي مني حاجة، فحجبتها بالرد، فقالت: والله ما أعجبُ منك، ولكني أعجب من قوم زوجوك، ثم قالت لأمّها: يا أمّه، لم تجدي أحداً تزوّجينه إلا هذا الأعمش؟!
خرج الأعمش يوماً وهو يضحك، فقال لأصحابه: أتدرون مم أضحك؟ قالوا: لا. قال: إني كنت قاعداً في بيتي، فجعلت ابنتي تنظر في وجهي، فقلت: يا بنية، ما تنظرين في وجهي؟ قالت: أتعجّب من رضا أمي بك!
وجاء رجل إلى الأعمش يطلبه، فقيل له: خرج مع امرأة إلى المسجد، فجاءه فوجدهما في الطريق، فقال: أيكما الأعمش؟ فقال الأعمش: هذه، وأشار إلى المرأة.
وهدا من طرائفه المقتناة من كتاب سير اعلام النبلاء
اللهم ارزقنا علمه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العلمين
لاتنسونا من صالح دعائكم اخوكم في الله بلال ابــــا اســحــاق